يقصد بمصطلح ريادة الأعمال أنّهُ العملية التي تتضمن تصميم وتأسيس وإدارة وبدء أعمال ومشاريع جديدة، وغالباً ما تكون هذه الأعمال صغيرة في البداية، ويطلق على أصحاب الأعمال الريادية “ريادي الأعمال”.
وتعتبر ريادة الأعمال عملية بدء المشاريع الخاصة من أجل جني الأرباح، وتسهم بشكل كبير في حل كبرى المشاكل التي تواجه العالم، حيث أنّها تحقق التغيير الاجتماعي إلى الأفضل، وتشمل ابتكار منتجات وخدمات أو أفكار لم يسبق لها مثيل، فضلاً عن إيجاد حلول مبتكرة للمشاكل.
تعنى ريادة الأعمال بإحداث تغيير إيجابي في العالم سواء كان بحل مشكلة يعاني منها الناس بشكل يومي، أم ابتكار اختراع ما يسهم في تقدم المجتمع، وإن أفضل طريقة للتعبير عنها هي القول: أن الريادة هي ترجمة الأفكار على أرض الواقع بدلاً من تخزينها في العقول.
يرى الجانب الاقتصادي والتجاري أن ريادة الأعمال هي عملية البدء في مشاريع تجارية جديدة وتوفير المصادر والموارد اللازمة، مع أخذ كل ما يتعلق في هذا المشروع من عوائد وخسائر في عين الاعتبار.
أي أننا يمكننا القول بأن ريادة الأعمال: هي القدرة على تطوير، وتنظيم، وإدارة مشروع تجاري صغير مع الأخذ بعين الاعتبار المخاطر التي قد تحصل كنقص التمويل، وقرارات العمل السيئة، والأزمات الاقتصادية، ونقص الطلب في السوق، وذلك من أجل تحقيق ربح.
وباختصار ريادة الاعمال: هي الطريقة التي تنظم بها عملك، والمخاطر التي تعترضك، والأرباح والخسائر التي تولدها.
ومن الجدير بالذكر أنها من المواضيع القديمة والحديثة والمتطورة، ويرى الاقتصادي “كارل ماركس” أن الرياديين هم وكلاء التغيير في المجتمع، وتأثرت الريادة منذ نشأتها بمجالات عدة تضم التسويق والاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم النفس والتاريخ، وثم أصبح العلم الذي تقوم رواده بتطبيق أفكارهم الابتكارية على أرض الواقع وتحويلها إلى مشاريع تؤمن لهم الأرباح.
بالتالي فإن العناصر الثلاثة الرئيسية لريادة الأعمال هي الابتكار، المبادرة، والعائد المادي.
أهمية ريادة الأعمال:
فيما يلي أربع أسباب وراء أهمية رأس المال الريادي للاقتصاد والدول:
1. ريادة الاعمال تخلق فرص عمل جديدة: العروض الرائدة التي يقدمها رواد الأعمال تؤدي إلى خلق وظائف جديدة، ويمكن أن ينتج عنها تأثير متتالي في الاقتصاد، كما يؤدي تحفيز الشركات والقطاعات ذات الصلة التي تدعم المشروع الجديد إلى المزيد من التطوير الاقتصادي في البلد. على سبيل المثال، أسس عدد قليل من شركات تكنولوجيا المعلومات صناعة تكنولوجيا المعلومات الهندية في التسعينيات؛ وسرعان ما تجمعت الصناعة في مجال المبرمجين الخاصين بها، لكن الأهم من ذلك أنه استفاد منها ملايين من القطاعات الأخرى.
2. ريادة الاعمال إضافة إلى الدخل القومي: المشاريع الريادية تولد حرفيًا ثروةً جديدة، إذ تتيح العروض، والمنتجات، والتقنيات الجديدة والمحسّنة من رواد الأعمال إمكانية تطوير أسواق جديدة وإنشاء ثروة جديدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التأثير المتراكم لزيادة العمالة وزيادة الأرباح يسهم في تحسين الدخل القومي على شكل إيرادات ضريبية أعلى، وإنفاق حكومي أعلى مما يمكن الحكومة من استخدام هذه الإيرادات في الاستثمار في القطاعات الأخرى المتعثرة.
3. ريادة الاعمال تخلق تغييراً اجتماعياً: عن طريق عروض رواد الأعمال الفريدة للسلع والخدمات الجديدة، هم يبتعدون عن التقاليد ويدعمون الحرية بشكلٍ غير مباشر، وذلك من خلال تقليل الاعتماد على الأنظمة والتقنيات القديمة، هذا يؤدي إلى تحسين الحياة الاجتماعية وزيادة الروح المعنوية والحرية الاقتصادية.
4. تنمية المجتمع: يقوم رواد الأعمال برعاية مشاريع ريادة الأعمال بانتظام، كما يستثمرون في مشاريع مجتمعية هامة ويقدمون الدعم المالي للجمعيات الخيرية المحلية، وهذا يتيح المزيد من التطوير من وراء مشاريعهم الخاصة، وقد استخدم بعض رواد الأعمال المشهورين مثل بيل جيتس، أموالهم لتمويل القضايا المهمة من التعليم إلى الصحة العامة.
سلبيات ريادة الأعمال:
من سلبيات ريادة الأعمال:
1. سيكون عليك استثمار الأموال والكثير من الوقت في عملك، دون ضمان نجاحه.
2. ليس لديك رئيس، لكن لديك مسؤوليات أخرى، يمكن أن يكون بعض العملاء متطلبين للغاية. وعندما يكون لديك موظفين، لديك أيضًا مسؤوليات والتزامات ومخاوف جديدة.
3. في حالة الفشل، ليس لديك نفس الضمانات التي يتمتع بها الموظف. لن تكون قادرًا على الحصول على إعانة للتوقف عن النشاط، وإذا قمت بذلك، فستكون لفترة أقصر بكثير من تلك الموجودة للبطالة.
وبذلك يمكننا تعريف رائد الأعمال بأنه الشخص الذي يقوم بتطوير نموذج أعمال ويستحوذ على رأس المال المادي والبشري اللازم لبدء مشروع جديد، ويقوم بتشغيله، وهو مسؤول عن نجاحه أو فشله، ويتميز رائد الأعمال بأنه إما أن يستثمر موارده الخاصة أو يجمع رأس المال من مصادر خارجية، وبالتالي يتحمل كامل المسؤولية في حال الفشل وكذلك يحصد المكافآت في حال النجاح؛ لذلك يمكننا القول إن رائد الأعمال هو مجازف، وكل ريادي أعمال هو صاحب مشروع فهو الشخص الذي يبدأ بتأسيس مشروعه القائم على فكرة إبداعية من الصفر.
وانطلاقا من ذلك فإن أي مشروع لا يحقق العناصر الثلاثة السابقة لا يمكن وضعه تحت قائمة ريادة الأعمال.
ومن النقاط الهامة التي يجب التأكيد عليها، “أخذ كل ما يتعلق في هذا المشروع من عوائد وخسائر في عين الاعتبار” وهو الموضوع الأكثر أهمية، لأنها توصف مقدرة الريادي على تحمل المسؤولية تجاه مشروعه الريادي.
بعد تجربتي الشخصية في ريادة الأعمال، وتنفيذ مجموعة من المشاريع، وبعد ساعات عمل طويلة، ورحلة طويلة من حرق الأعصاب، والضغط الهائل، فأن ريادة الأعمال تتطلب الصبر وقوة التحمل والوعي وسرعة البديهة والمرونة في التحول والتغير.
ويجب التأكيد على نقطة هامة جداً وهي نسبة نجاح المشاريع الريادية بعد إطلاقها حيث أن الإحصاءات تشير إلى أن: أغلب المشاريع الناشئة تفشل وفق النسب التالية:
1. خلال أول سنتين 20% فشل.
2. خلال الخمس سنوات الأولى 85% فشل.
3. بعد 5 سنوات 15% يحقق نجاح واستمرارية.
وتعود الأسباب التي تؤدي إلى الفشل إلى النقاط التالية:
1. عدم وجود سوق للمنتج 42%
2. انقطاع السيولة 29%
3. الفريق الخاطئ 23%
وبالتالي قبل الاندفاع لتأسيس وإطلاق المشروع الناشئ أو الشركة الناشئة، يجب مراعاة التفاصيل الدقيقة للعملية بشكل كامل، وملامسة الواقع والوقوف عند كل نقطة بوعي كافي، واستيعاب كامل التفاصيل. مع الابتعاد عن الشعارات الرنانة والغير منطقية عن المشاريع الناشئة وريادة الأعمال، والتي يتم تداولها بشكل كبير في الفترة الحالية، بهدف تحقيق بعض المكاسب المادية الآنية للمتداولين فيها.